-->

تعرف على معني كلمة حتشبسوت

تعرف على معني كلمة حتشبسوت

تعرف على معني كلمة حتشبسوت

حتشبسوت (غنمت آمون حتشبسوت ) ملكة مصرية من عصر الفراعنة،واسم حتشبسوت يعني "السيدات الفاضلات المبجلات"ولدت حتشبسوت في عام 1508 قبل الميلاد ، وهي ابنة الملك تُحتُمس و الملكة أُحمس،وزوجة الملك تحتمس الثاني.تزوجت حتشبسوت من أخيها غير الشقيق (تحتمس الثاني) ، على عادة الملوك الفراعنة ، الذي لم يكن أمامه كي يقبض على صولجان الحكم سوى أن يتزوج من حتشبسوت ، وأنجبت منه ابن وبنتان ، فأما الابن فمات في طفولته ، ولم يبق اسمه على أي أثر من الآثار ، وأما الابنتان فاسمهما (نفرو رع) ، و(مريت رع حتشبسوت) .

وقد أنجب زوجها (تحوتمس الثاني) ، ابنه (تحوتمس الثالث) ، من أحد محظيات البلاط الملكي ، والتي كانت تدعى (إيزة) .

حكمت مصر عام 1503 قبل الميلاد قرابة عشرين عاما ،لم يكن الطريق ممهداً أمام حتشبسوت ، ومفروشاً بالورود كي تصل إلى الحكم ، فقد واجهت بكل إصرار وعناد مجتمعاً وسلطة دينية ذكورية ،  أبت أن ترى الحاكم إلا في صورة رجل .
بدأت حتشبسوت وقتاً عصيباً من حياتها وهي في عمر العشرين ، عند وفاة والدها (تحوتمس الأول) ،  فقد كانت من قبل شريكة مع أبيها في الحكم ، والوريثة الشرعية للعرش ؛ لذا فإنه كان من المعقول أن تكون هي الفرعون الذي يلي تحوتمس الأول على العرش . لكن ، تقاليد البلاط ودسائس الكهنة بدأت تتدخل في الأمور لأن فكرة حكم امرأة ووضع جميع السلطات في يدها كان أمراً على غير هواهم ؛ لهذا السبب كان من المحتم أن يشرك معها أخوها غير الشقيق (تحوتمس الثاني) في الحكم ، ذاك الشخص النحيل واهن الصحة ، قليل الخبرة بإدارة شؤون البلاد، وأن يكون شريكاً معها في الملك كفرعون للبلاد ، بينما تصبح هي زوجة ملكية لا أكثر من هذا .
ولم يكن هناك فائدة ترجى من وراء الاحتجاج ، فقد كانت كل الظروف ضدها ، وبدئوا يعدون لزواجها من تحوتمس الثاني وبهذا حصل تحوتمس الثاني على شرعية الحكم ، ولسنا نعرف إلا القليل عن فترة حكمه قصيرة المدة ، اللهم إلا ثورة قامت في الجنوب . ولكنه ، بدلاً من أن يقود الجيش بنفسه ويسير إلى الأعداء كما كان يفعل أبوه ، أعطى تعاليمه لجنوده أن يكونوا قساة لأبعد درجة عن الخارجين عن حكمه .
كان تحوتمس الثاني شخصاً ضعيفاً وربما كان مريضاً في نفس الوقت ، وكانت في الحقيقة حتشبسون هي التي تدير أمور الدولة ، وتحكم البلاد باِسمه من وراء ستار ، وكانت صاحبة الأمر والنهي ، وبعد وقت قصير أصبح واضحاً أنه سائر في طريق الموت ، وأخذ رجال البلاط وكبار الموظفين يتساءلون ما الذي سيحدث عندما يموت ؟ لم يكن هناك أمير آخر يستطيع أن يخلفه على العرش ، كما لو أنها ستحكم البلاد في النهاية بمفردها ، بينما سُر أصدقاؤها الذين يعرفون قدرتها وقوتها من هذه الفكرة ، وكانوا على أتم استعداد ليخدموها بإخلاص عندما يحين  الوقت .
لكن ، زوجها (تحوتمس الثاني) كان يريد أن يمنح ابنه (تحوتمس الثالث) ، حق تولي العرش من بعده ، وقد كان هناك شخصاً يدبر المؤامرات مع معبد آمون بالكرنك ، مثيراً الشعور العام بين الكهنة والناس ضد فكرة قيام امرأة بحكمهم ، وقد كان هذا الشخص هو (تحوتمس الثالث) نفسه ، الذي كان يعيش في المعبد كأحد كهنته .
لقد مات تحوتمس الثاني عام 1501 قبل الميلاد ، وفي أحد الأيام بعد موته بوقتٍ قصير ، وعندما كانت حتشبسوت في المعبد لتشهد احتفالاً يخرج فيه موكب الإله آمون ، وقفت المحفة التي كانت تحمل تمثال (آمون) ، أمام كاهن صغير ، وأبت أن تتزحزح بعد ذلك ، ووافق جميع الحاضرين على أن ما حدث ليس إلا علامة بأن آمون قد اختاره ليشاركها الحكم .
وقد كان هذا الكاهن الذي وقفت محفة (آمون) أمامه ، هو (تحوتمس الثالث) ابن زوجها المتوفى .
وفي اليوم الثالث من شهر مايو 1501 قبل الميلاد ، ترك تحوتمس عمله كأحد صغار الكهنة في معبد آمون ، ليدخل القصر الملكي للفراعنة ، وقد كان عمر حتشبسوت في ذلك الوقت أربعاً وثلاثين سنة ، ومنذ اليوم الأول وسادت بينهم المنافسة والمرارة ، ولم تلبث حتشبسوت إلا وأن جمعت حولها مناصرين وكونت حزباً مناصراً لها ، ولم يلبث هذا الحزب إلا وقتاً قليلاً حتى اشتد نفوذه ، وأصبح قوياً لدرجة أن الفرعون الذي لم تكن لديه الخبرة الكافية أصبح عاجزاً عجزاً تاماً عن حكم البلاد ، واضطر لإخلاء المكان لحتشبسوت .
وأخيراً تم إعلان حتشبسوت في عام 1404 قبل الميلاد ، ملكاً على الصعيد والدلتا ، وحكمت مصر وممتلكاتها في الخارج وحدها كفرعون .
وفي أغاني المديح التي كانت تغني في مدحها ، كانوا يسمونها (حورس الأنثى) ، وأضافوا علامة التأنيث في آخر الكلمة التي تدل على (الجلالة) .
ولقد كانت الخانات الملكية التي كتب اسم حتشبسوت في داخلها ، والتي تظهر على جدران الدير البحري والكرنك وفي غيرها من الأماكن في مصر صريحة في معانيها ، فقد أضيف بجوار اسمها (ملك الصعيد والدلتا ، ابنة الشمس ، صديقة آمون حتشبسوت ، حورس الذهبي ، مانحة السنين ، إلهة الاشراقات ، هازمة جميع البلاد ، التي تحيي القلوب ، السيدة القوية) .
ولقد كانت هذه اللحظة هي لحظة النصر بالنسبة لها ، ويقدر المؤرخ المصري القديم (مانيتون) ، فنرة حكمها بـ 21 سنة ، وتسعة أشهر .
وقد يثار هنا تساؤل ماذا فعلت حتشبسوت بتحوتمس الثالث ، بعد أن أطاحت به ، وقد يظن البعض أنها قتلته أو نفته لمكان بعيد عن مصر . لكن ، الحقيقة أنها عهدت إلى تربية وتعليم هذا الفرعون الذي كان قبل ذلك كاهناً صغيراً في السن تربية عسكرية ، وعلمته فنون إدارة الدولة ، ليقود بعض الحملات العسكرية ضد الثائرين على الحكم المصري خارج البلاد في أواخر حكمها ، وقد تولى الحكم بعد موتها ، بعد زواجه من ابنتها (مريت رع حتشبسوت) ، مما أعطى له شرعية الحكم ، وقد كان من أقوى الفراعنة المحاربين الذين حكموا مصر ، وكون أول وأقوى امبراطورية مصرية عرفها التاريخ .
وأرسلت حتشبوس خمس سفن ضخمة إلى إقليم بونت في ساحل الصومال لإحضار منتجات هذه البلاد من بخور وذهب وعاج و أبنوس.
وقد سُجلت هذه الرحلة التجارية المهمة بالنص والصورة على جدران معبدها الخاص.كذلك عملت الملكة على استغلال مناجم الفيروز في سيناء خير استغلال.

وقد أمرت حتشبسوت أن يقام معبدها الخاص بالشعائر الدينية و الجنائزية في حضن جبل شامخ في مدينة طيبة الغربية،حيث يعد هذا المعبد من أجمل النماذج التي تمثل حضارة الدولة الحديثة،سواء من الناحية الفنية أو الدينية أو التاريخية.
وعلى الرغم من أن الملكة حتشبسوت أقامت لنفسها مقبرتين،فلم يعثر على رفاتها حتى الآن،وبالتالي لا نعرف إذا كانت ماتت ميتة طبيعية أو ميتة مدبرة من أعدائها،وكل الذي نعرفه أنها ماتت سنة 1482 قبل الميلاد.