-->

الحملة الوطنية لمواكبة التلميذات والتلاميذ لاجتياز الامتحانات المدرسية بنجاح واستحقاق وبدون غش

الحملة الوطنية لمواكبة التلميذات والتلاميذ لاجتياز الامتحانات المدرسية بنجاح واستحقاق وبدون غش.

الحملة الوطنية لمواكبة التلميذات والتلاميذ لاجتياز الامتحانات المدرسية بنجاح واستحقاق وبدون غش

أعطى السيد رشيد بن المختار، وزير التربية الوطنية والتكوين المهني، يوم 18 ماي 2016، بالثانوية التأهيلية الليمون بالرباط، الانطلاقة الرسمية للحملة الوطنية لمواكبة التلميذات والتلاميذ لاجتياز الامتحانات المدرسية بنجاح واستحقاق وبدون غش.

 
وتهدف هذه الحملة التي تأتي في إطار التنزيل الأولي للرؤية الاستراتيجية 2015 ـ 2030، وخاصة الرافعة الثامنة عشرة المتعلقة بترسيخ مجتمع المواطنة والديمقراطية والمساواة من خلال تفعيل التدبير رقم 20 المتعلق بتخليق الفضاء المدرسي، والتي تنظم بتعاون مع منتد​ى المواطنة، تحت شعار "لننجح باستحقاق"، إلى تعزيز التعبئة المجتمعية من أجل تنمية قيم المدرسة وتحسيس التلميذات والتلاميذ بضرورة الالتزام بالضوابط التربوية والتنظيمية والأخلاقية لاجتياز الامتحانات بنجاح واستحقاق ودون غش. كما تهدف إلى دعوة كل مكونات المجتمع المدرسي من أطر تربوية وإدارية، وجمعيات الأمهات والآباء، وجمعيات المجتمع المدني، والإعلاميين، للانخراط في عمليات التحسيس والتوعية التي يتم تنظيمها على المستوى الوطني والجهوي والإقليمي.

 
وفي كلمة له بالمناسبة، أكد السيد الوزير على أن الحرم المدرسي ينبغي أن يظل نموذجا للقيم والسلوك، معتبرا أن هذا الفضاء بدأت تقتحمه بعض الظواهر السلبية التي يجب التصدي لها كظاهرة الغش والعنف داخل المدرسة ومجموعة من الظواهر السلبية الأخرى.

 
وأضاف بأن ظاهرة الغش بالتحديد لها تأثير خطير وانعكاسات، ليس على مستقبل أبنائنا فقط وإنما على المجتمع وعلى الوطن ككل، خاصة وأن هذه الظاهرة تطورت وازداد استفحالها بفعل توفر وانتشار وسائل وتقنيات التواصل الحديثة.

 
كما ضرب السيد الوزير أمثلة للانعكاسات الخطيرة للغش على المجتمع بكون هذه الظاهرة تؤدي إلى انعدام الكفاءة المهنية والعلمية لمن يلجؤون إليها، وإلى فقدان الثقة في من يفترض أنهم يقدمون خدمات للمجتمع أو من يمثلونه في مناصب المسؤولية السياسية.

 
ووجه السيد بن المختار، في ذات الصدد، نداء إلى الآباء والأمهات ممن يساهمون بسوء أو بحسن نية في تفشي هذه الظاهرة المشينة من خلال مساعدة أبنائهم على الغش في الامتحانات وتمكينهم من الوسائل والأدوات التكنولوجية أو من استعمالها لهذا الغرض.

 
واستغل السيد بن المختار هذه المناسبة ليوجه كلمة شكر لهيئات المجتمع المدني ورجال الصحافة والإعلام على انخراطهم في كل المجهودات التي تبذلها المنظومة من أجل تنمية قيم المدرسة المغربية وتحسيس المتعلمين والمتعلمات بأهمية الالتزام بالضوابط التربوية والأخلاقية بعيدا عن الغش وعن كل الممارسات التي تمس بقيم النزاهة ومبدأ الاستحقاق وتكافؤ الفرص.

 
وفي سياق تثمينه وتنويهه بالدور الذي تقوم به جمعيات الآباء والأمهات كشف السيد الوزير أن وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني بصدد دراسة مشروع سيمكن هذه الجمعيات من مكاتب داخل المؤسسات التعليمية وذلك لضمان حضورها اليومي والمساهمة بفعالية أكبر من أجل احتواء ومحاربة كل الظواهر السلبية والمساهمة في تقديم اقتراحات وحلول لبعض المشاكل المطروحة، مضيفا أن هناك تدابير أخرى سيتم اتخاذها على مستوى تكوين الأساتذة وتتعلق بالجانب البسيكوبيداغوجي حيث ستعمد الوزارة إلى إجراء اختبارات بسيكو ـ تقنية في مباريات الالتحاق بالمراكز الجهوية لمهن التربية والتكوين، كما أن هناك تدابير تخص إجراء الامتحانات هذه السنة وتتعلق بالتوقيع على إلتزام باحترام الإجراءات التنظيمية لاجتياز امتحانات البكالوريا، وتدابير أخرى زجرية للمخلين بمضامين هذا الالتزام.

 
من جانبه اعتبر السيد عبدالعالي مستور، رئيس منتدى المواطنة، أن الامتحانات ما هي إلا محطة لتقويم التعلمات في المسار الدراسي بالنسبة للتلاميذ وذلك لأنهم هم محور العملية التربوية التعليمية، لكن في المقابل يبقى الكل معنيا بهذا التقويم سواء كان من المدرسين أو من الإطر الإدارية والتربوية أو الوزارة بشكل عام أو الأسر أو الإعلام وجمعيات المجتمع المدني وكافة القطاعات الحكومية، وبالتالي فالتقويم، يقول مستطردا، إذا كان مغشوشا فمن الطبيعي أن تكون كل الخطوات الموالية التي تأتي بعده مغشوشة أيضا.

 
واستغل السيد مستور هذه المناسبة لينوه بأغلبية التلميذات والتلاميذ والمدرسات والمدرسين الذين يحترمون قيم المدرسة المغربية ويدافعون عن مصداقيتها واستحقاقها ويسلكون سبيل الجد والاجتهاد، معتبرا أن الوزارة حينما تواجه الغش كمظهر من المظاهر السلبية فإن الدافع في ذلك يكون بالأساس هو حماية حقوق هؤلاء التلاميذ واستحقاقهم ومصداقيتهم.

 
أما رئيس جمعية أمهات وآباء وأولياء التلاميذ، بالثانوية التأهيلية الليمون فقد شدد على انخراط هذه الجمعيات وعزمها على المساهمة الفعالة في هذه المبادرة الوطنية التربوية، كما وجه كلامه إلى التلميذات والتلاميذ خاصة منهم المقبلين على اجتياز الامتحانات الإشهادية ليحثهم على ضرورة اجتناب الغش والعمل من أجل النجاح باستحقاق وشرف مؤكدا أن الغش باطل وأن ما بني على باطل هو باطل أيضا.

 
وشارك الإعلامي ومنشط البرامج التربوية بالقناة الثانية، محمد علي بوكما بكلمة أشار فيها إلى أن كل شخص يتحلى بروح المواطنة ولديه رغبة في أن يصبح منتجا وفاعلا في مجتمعه ومواطنا صالحا، يجب عليه أن يسلك الطريق المؤدية إلى هذا الاختيار ألا وهو طريق النزاهة والاعتماد على النفس والابتعاد عن الغش، موجها نداءه إلى الآباء، على وجه الخصوص، على اعتبار أن لجوء بعض التلاميذ إلى أساليب الغش أحيانا يكون تحت ضغط من آبائهم ونتيجة لرغبة هؤلاء في حصول أبنائهم على نتائج جيدة دونما التزام بالطرق الطبيعية والمشروعة.

 
كما وجه الفنان عصام كمال بدوره نداء للتلاميذ حيث دعاهم إلى ضرورة اجتناب الغش معتبرا أن السبب الذي يدفع التلاميذ أحيانا إلى ممارسة الغش في الامتحانات هو نوع من سوء فهم للحياة وللأهداف الحقيقية التي ينبغي أن يسعى التلميذ إلى تحقيقها، وضرب مثالا بالمجال الفني الذي يشتغل فيه حيث يصعب الغش وينكشف الغشاشون بسهولة وحيث أن البقاء لا يكون إلا للأصلح من الأعمال ذات القيمة الإبداعية وأن الاستمرار لا يكون إلا للمبدعين والفنانين الذين يختارون الصدق والمصداقية بقناعة ذاتية نابعة من القلب.

 
للإشارة فقد تميز هذا الحفل بقراءة نداء المتعلمات والمتعلمين من أجل النجاح باستحقاق ونزاهة، كما تم تقديم عرض مسرحي تحت عنوان "محاكمة غشاش"، شارك فيه تلميذات وتلاميذ مدرسة للامليكة الابتدائية بالمديرية الإقليمية مولاي رشيد، بجهة الدارالبيضاء سطات، إضافة إلى عرض لوحات فنية من انجاز تلاميذ شعبة الفنون التطبيقية بثانوية الليمون التأهيلية، ووصلة غنائية قدمها تلميذات وتلاميذ الثانوية الإعدادية المغرب الكبير بالمديرية الإقليمية الرباط، ويهدف مضمون هذه الفعاليات الفنية التي أبدعها التلميذات والتلاميذ تحت إشراف الأساتذة إلى توعية الناشئة وتربيتهم على النزاهة والتشبع بقيم الاستحقاق والاعتماد على النفس.

 
حضر هذا الحفل السيد يوسف بلقاسمي، الكاتب العام لوزارة التربية الوطنية والتكوين المهني، والمفتش العام للشؤون الإدارية السيد الحسين قضاض، ومديرون مركزيون، ومدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة الرباط سلا القنيطرة، والمديرون الإقليميون بالجهة، ومديرو بعض المؤسسات التعليمية بالجهة.