-->

السنة الأولى باكالوريا:مدخل التزكية درس الإيمان والفلسفة


السنة الأولى باكالوريا:مدخل التزكية درس الإيمان والفلسفة

السنة الأولى باكالوريا:مدخل التزكية درس الإيمان والفلسفة


عنوان المدخل: التزكية- الإيمان والفلسفة

المحور الأول: مفھوم الفلسفة
تعرف الفلسفة في اللغة على أنھا الحكمة، ویقصد بھا جمیع الأفكار التي یستنبطھا العقل وتدفعه إلى التفكیر، أما اصطلاحا: فًتعرف على أنھا العلم والمعرفة والتأمل والتفكیر التي تقوم على البحث عن الحقائق وتحلیلھا وتفسیرھا.

الفلسفة الإسلامیة: یستخدم مصطلح الفلسفة الإسلامیة للإشارة إلى الأفكار الفلسفیّة المعتمدة على النصوص الدینیّة في الإسلام للتعبیر عن الأفكار حول الكون وطبیعة الخلق والحیاة، وقد عرف المسلمون علم الكلام الذي یُعدّ بذرة تیار الفلسفة الإسلامیة في مرحلة مبكّرة، فقد نشأ نتیجة المجالات الكلامیة التي قامت أول الأمر للدفاع عن العقیدة الإسلامیة بحجج عقلیة. وقد اعتمد في الأساس على استخدام الأسالیب اللغویّة والمنطقیة مستمدة من القرآن والسنة، لمواجھة المشككین في الإسلام وثوابته. وقد بلغت الأعمال الفلسفیّة الإسلامیة ذروتھا عند كل من ابن رشد في الأندلس، الذي تمسّك بتحكیم العقل بناء على المشاھدات والتجارب، وقد سبقه كل من الكندي الذي لُقّب بالمعلم الأول، والفارابي الذي أسّس مدرسة فكریة كاملة مستمدّة أصولھا من أفكار أرسطو.
المحور الثاني: علاقة الفلسفة بالدین
 فإذا كانت الشریعة وحیا منزلا، فإن الفلسفة كحوار ثقافي وحضاري نتاج لمجھود العقل البشري ھي معرفة نسبیة قابلة للتطور والمراجعة، وإذا كان من الممكن رصد تداخل معقد ومتشابك، بین ما ھو دیني وما ھو فلسفي، في كثیر من الأنماط الفلسفیة القدیمة والحدیثة. أیضا فإن ھذا لا ینفي وجود تمایز وتغایر بین الفلسفة والدین، إلا أنه لا تعارض ولا تناقض بینھما، وھذا ما أكده الفلاسفة المسلمون الوسطیون مثل الكندي والفارابي وابن سینا وابن رشد... وكذا الفلاسفة الغربیون المحدثون مثل دیكارت وكانط وھیغل وبیكون، ویعبر بیكون عن علاقة الفلسفة بالدین بقوله: "إن قلیلا من الفلسفة یتجه بعقل المرء نحو الإلحاد، أما التعمق فیھا فمن شأنه بالضرورة أن یقود عقول الناس نحو الدین".. فالعلاقة بین الفلسفة والدین توافقیة من حیث إن للفلسفة والدین غایة واحدة، وھذا ما أكده الفیلسوف العربي المسلم ابن رشد، حین بین عدم تعارضھما واتفاقھما، على مستوى الموضوع والھدف، مع الإشارة إلى اختلافھما على مستوى المنھج معتبرا الحكمة حقا والشریعة حقا، فالحكمة ھي صاحبة الشریعة وأختھا الرضیعة على حد تعبیر ابن رشد. وقد أكد دیكارت في كتابه "التأملات" أن الإیمان یتحقق عن طریق العقل. معتمدا في ذلك على منھجیة الشك والیقین الذي توصل إلیه بعد الشك، وھو وجود الذات المفكرة أو الأنا أفكر وعن طریقھا یتم إثبات وجود لله، فوجود الأنا حادث وفي حاجة إلى خالق وھو الإله، وھكذا یتوصل دیكارت إلى إثبات وجود لله عن طریق وجود الأنا.
المحور الثالث: نفي التعارض بین الفلسفة الحقة والدین
 فالفلسفة تدعو إلى إعمال العقل وكذلك دعانا لله الى إعماله في آیات كثیرة ،كما في قوله تعالى حین أمر عباده بالنظر في مخلوقاته الدالة على قدرته وعظمته " أفلا ينظرون إلى الابل كيف خلقت وإلى السماء كيف رفعت..." وأن أصحاب العقول وحدھم المؤھَّلون لإدراك الحق وللتذكر، وقد سماھم المولى عز جل بأولي الألباب، وخصّھم بأجل العلوم  وأنفعھا فقال ﴿ یُؤْتيِ الْحِكْمَةَ مَنْ یشَاَءُ وَمَنْ یُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أوُتيَِ خَیْرًا كَثِیرًا وَمَا یذَكَّرَُّ إِلَّا أوُلوُ الْألَْبَابِ ﴾البقرة: 269 .
وقال تعالى: ﴿ إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأرَْضِ وَاخْتِلَافِ اللیَّْلِ وَالنَّھَارِ لَآیَاتٍ لِأوُليِ الْألَْبَابِ * الذَِّینَ یذَْكرُُونَ لله قََّیَِامًا وَقعُُودًا ،
وَعلَىَ جُنوُبھِمِ وَْیتَفَكَرَُّونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأرَْضِ رَبَّنَا مَا خلَقَتَْ ھَذَا بَاطِلًا سُبْحَانكََ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ﴾ [آل عمران: 190 191] حتى یكون الإیمان مستندا إلى الیقین لا إلى التقلید.