-->

القرآن الكريم: سورة يوسف الجزء الثاني للأولى باك جميع الشعب

القرآن الكريم: سورة يوسف الجزء الثاني  للأولى باك جميع الشعب

سورة يوسف الجزء الثاني  للأولى باك جميع الشعب

النص القرآني:
 أعوذ بالله من الشيطان الرجيم:

" وقال الذي اشتراه من مصر لامرأته أكرمي مثواه عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولدا ۖ  وكذلك مكنا ليوسف في الارض ولنعلمه من تاويل الاحاديث والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون (21)ولما بلغ أشده ءاتينه خكما وعلما وكذلك نجزي المحسنين (22)ورَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَن نَّفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ ۚ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ ۖ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ ۖ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ (23) وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ ۖ وَهَمَّ بِهَا لَوْلَا أَن رَّأَىٰ بُرْهَانَ رَبِّهِ ۚ كَذَٰلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ ۚ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ (24) وَاسْتَبَقَا الْبَابَ وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِن دُبُرٍ وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ ۚ قَالَتْ مَا جَزَاءُ مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوءًا إِلَّا أَن يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ( 25) قَالَ هِيَ رَاوَدَتْنِي عَن نَّفْسِي ۚ وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِّنْ أَهْلِهَا إِن كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِن قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الْكَاذِبِينَ (26) وَإِن كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِن دُبُرٍ فَكَذَبَتْ وَهُوَ مِنَ الصَّادِقِينَ (27) فَلَمَّا رَأَىٰ قَمِيصَهُ قُدَّ مِن دُبُرٍ قَالَ إِنَّهُ مِن كَيْدِكُنَّ ۖ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ (28) يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَٰذَا ۚ وَاسْتَغْفِرِي لِذَنبِكِ ۖ إِنَّكِ كُنتِ مِنَ الْخَاطِئِينَ (29) ۞ وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَتُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَن نَّفْسِهِ ۖ قَدْ شَغَفَهَا حُبًّا ۖ إِنَّا لَنَرَاهَا فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ (30) فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً وَآتَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِّنْهُنَّ سِكِّينًا وَقَالَتِ اخْرُجْ عَلَيْهِنَّ ۖ فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا هَٰذَا بَشَرًا إِنْ هَٰذَا إِلَّا مَلَكٌ كَرِيمٌ (31) قَالَتْ فَذَٰلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ ۖ وَلَقَدْ رَاوَدتُّهُ عَن نَّفْسِهِ فَاسْتَعْصَمَ ۖ وَلَئِن لَّمْ يَفْعَلْ مَا آمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُونًا مِّنَ الصَّاغِرِينَ (32) قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ ۖ وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُن مِّنَ الْجَاهِلِينَ (33) فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (34)"

القاعدة التجويدية: 

الإمالة هي أن تنحو بالفتح نحو الكسر (وتقع في حرف واحد وهو الراء من كلمة رءا)   أو بالألف نحو الياء وهو الغالب. وهي نوعان إمالة صغرى وإمالة كبرى... 
ويرمز إليها بنقطة داكنة تحت الحرف الذي لحقته الإمالة.

الشروح الأساسية:


- راودته التي هو في بيتها: دعت امرأة العزيز يوسف برفق ولين لنفسها.
– هيت لك: هلم إلي.
– معاذ الله: أعتصم بالله،وأستجير من الذي تدعينني إليه (خيانة سيدي )
- ربي: سيدي
-أحسن مثواي:الذي أحسن منزلتي وأكرمني فلا أخونه في أهله.
– همت به: مالت نفسها لفعل الفاحشة.
– هم بها: حدثت يوسف نفسه حديث خطرات للاستجابة.
– برهان ربه:لولا أن رأى آية من آيات ربه تزجره عما حدثته به نفسه.
– واستبقا الباب:أسرع يوسف إلى الباب يريد الخروج.
– قدت قميصه: أسرعت تحاول الإمساك بقميصه من الخلف لتمنعه من الخروج فشقته.
– ألفيا سيدها لدا الباب: وجدا زوجها عند الباب.
– سوءا: فاحشة.
– راودتني عن نفسي: طلبت مني ذلك.
– شاهد من أهلها: شهد صبي في المهد من أهلها.
– قد من قبل: شق من الأمام فصدقت في اتهامها له، وهو من الكاذبين.
– فلما رأى قميصه قد من دبر: فلما رأى الزوج قميص يوسف  شق من خلفه علم براءة يوسف.
– كيدكن: مكركن أيتها النساء.
– يوسف أعرض عن هذا: لا تذكر لأحد ما فعلته هذه المرأة.
– إنك كنت من الخاطئين: من الآثمين في مراودة يوسف عن نفسه، وفي افترائك عليه.
– شغفها حبا: ملك قلبها.
-مكرهن: غيبتهن  إياها واحتيالهن في ذمها.
– أرسلت إليهن: أرسلت إليهن تدعوهن لزيارتها.
– أعتدت لهن متكئا: هيأت لهن ما يتكئن عليه من الوسائد، وما يأكلنه من الطعام.
– وآتت كل واحدة منهن سكينا: أعطت كل واحدة منهن سكينا ليقطعن الطعام.
– أكبرنه: أعظمنه وأجللنه مندهشين لجماله الفائق.
– قلن حاشا لله ما هذا بشرا: معاذ الله ،ما هذا من جنس البشر.
– فذلكن الذي لمتنني فيه: هذا الذي اصابكم اصابني وقد لمتنني فيه من قبل.
– فاستعصم: فامتنع وأبى.
– الصاغرين: الأذلاء.
– وإلا تصرف عني كيدهن: وإن لم تدفع عني مكرهن .
– أصب إليهن: أمل إليهن.
– وأكن من الجاهلين: أكن من السفهاء الذين يرتكبون الإثم لجهلهم.

مضامين النصوص:

-  اكرام الله تعالى على يوسف عليه السلام ببيت العزيز ليكون بمثابة الولد وتمكينه من تفسير الأحلام.


- امتحان الله تعالى ليوسف عليه السلام بمحنة المراودة من زوجة العزيز وامتناعه عن ذلك.
- شهادة الطفل الصغير أنقذت نبي الله من مكر زوجة العزيز ومن تهمة التحرش الجنسي وهي من علامات النبوة.
- انتشار فضيحة زوجة العزيز وسخرية نسوة المدينة من أمرها. 
 - احتيال زوجة العزيز على نسوة المدينة باستضافتهن في بيتها وترتيب كيفية خروج يوسف عليه السلام إليهن.
 - اندهاش النسوة لجمال يوسف عليه السلام وقطع ايديهن عند رؤيتهن له.
- المراودة الثانية لزوجة العزيز أمام نسوة مصر مع تهديها ليوسف عليه السلام إذا ما امتنع.
- تفضيل يوسف عليه السلام الدخول إلى السجن على تنفيذ أمر زوجة العزيز وتوجهه إلى الله تعالى بالدعاء .
 - استجابة الله تعالى لدعاء نبيه يوسف عليه السلام وإنقاذه له من هذه المكيدة ودخوله إلى السجن.


استخلاص الدروس والعبر:

– الحذرُ من الخُلوةِ بالنساءِ الأجنبياتِ وخُصوصاً اللاتي يُخشى منهنَّ الفتنة، وقد جرى ما جرى ليوسف بسببِ الخلوة لكنَّ الله عصمه، فليخشى أولئكَ الذين يتعرضون للخلوة بالنساءِ في أماكنِ التطبيبِ والتمريضِ، وفي البيوت خُصوصاً مع الخادماتِ والمربياتِ فذلكَ بابُ شرٍّ عظيمٍ.

– الهمُّ بالسوءِ الذي يعرض للإنسانِ إمَّا أن يجدَ ما يدافعه من نوازع الخير فهنا يتقزم هذا الهمُّ ويتضاءل ويزول، وإمَّا ألا يجدَ ما يُقاومهُ فينمو ويكبر ويتحقق، وهكذا حال يوسف – عليه السلام – رأى البرهانَ من ربه فطرد همه وامرأة العزيز لم يوجد عندها من نوازعِ الخيرِ ما يُقاومُ همَّها فاستمرت وطالبت بأن يتحقق واقعا.

– إذا ابتُلي العبدُ بمواطنِ الريبةِ وأماكن الفتنة فينبغي له أن يهرب لئلا تُدركه أسبابَ المعصيةِ فيقع ثمَّ يندم، وكان هذا حالُ يوسف – عليه السلام – فرَّ هارباً وهي تُمسك بثوبهِ من خلفهِ. ما كانَ عليهِ يُوسف – عليه السلام – من الجمالِ الظاهرِ والباطنِ، أمَّا الظاهرُ فهو الذي بسببهِ حَصلَ له ما حصل من امرأةِ العزيزِ ومن النساءِ اللاتي كُنَّ يَلُمنها على فِعلها، و أمَّا جَمالُ الباطنِ فهو العِفَّةُ العظيمةُ مع وجودِ الدواعي الكثيرة لوقوعِ السُّوءِ مِنه، لكن ما قذفَ الله في قلبهِ من الإيمانِ والإخلاصِ وقُوةُ الحقِ طَردَ عنهُ الرَّذيلة، وجَعلهُ بَعيداً عنِ السُّوء، وهذا ما جعلهُ عَظيماً في نُفُوسِهم أَجمعين.


– اختار يوسف – عليه السلام – السِّجن وقدمهُ على الوقوعِ في المعصيةِ، وهكذا ينبغي للعبدِ إذا كانَ الخيار بين أمرينِ أحدهُما عُقوبة له عَاجلة تؤول إلى أجرٍ عظيمٍ في الآخرةِ والأُخرى مَعصية، فينبغي ألا يتردد في ذلك ويُقدم ما فيه الخير له في الآخرةِ وإن كان ظَاهرهُ عُقوبة في الدُنَّيا، وقد كانَ السِّجنُ طَريقاً ليوسف إلى العزةِ في الدُنَّيا والفوزَ في الآخرة-
– العبدُ الصادقُ مع ربهِ ينبغي أن يلتجأ إليه ويحتمي بحماه عند وجود أسباب المعصية، ويتبرأ من حَولهِ وقوتهِ لأنه عبدٌ ضعيفٌ.

القيم المستفادة من النص القرني:

- الصبر أمام المحن
- الإخلاص والوفاء في علاقاتنا
- التخلق بالعفة.
- التوكل على الله تعالى
- الاستعانة بالدعاء