شريط الأخبار

لقاء غريب... لعبد الكريم برشيد للسنة جذع مشترك علمي

 لقاء غريب... لعبد الكريم برشيد للسنة جذع مشترك علمي

  نص حواري:لقاء غريب...

تقديم
أ. تعريف الحوار :
الحوار كلام تواصلي يدور بين طرفين أو أكثر غايته تبادل الأفكار و المعارف و الخبرات .
ب. أنواع الحوار :
ينقسم الحوار إلى قسمين هما :
الحوار الداخلي : حوار الذي يدور بين شخصين أو اكثر .
الحوار الخارجي (monologue) : هو الكلام الذي يتبادله الشخص مع نفسه .
ج. وظائف الحوار :
يؤدي الحوار في النص السردي مجموعة من الوضائف منها :
=》 نقل الأحداث و الوقائع .
=》 تعريف بالشخصيات جسديا و نفسيا و اجتماعيا .
=》 التعرف على مواقف الشخصيات و آرائها من موضوع الحوار .
=》 تكسير رتابة السرد .
=》 وظيفة جمالية للنص .
د. تأطير النص :
صاحب النص : (عبد الكريم برشيد)
كاتب-مؤلف/مخرج مسرحي/كاتب صحفي
- ولد سنة 1943 بمدينة بركان بشرق المغرب أتم دراسته الثانوية والجامعية بمدينة فاس حتى حصوله على الإجازة في الأدب العربي ببحث يهتم بتأصيل المسرح العربي. وفي عام 1971م، أسس فرقة مسرحية في مدينة الخميسات لاقت عروضها الاحتفالية صدى طيبا لدى وسط الجمهور المغربي والعربي أيضا.وقد حصل على دبلوم في الإخراج المسرحي من أكاديمية مونبولي بفرنسا.
مصدر النص :
عبد الكريم برشيد . امرؤ القيس في باريس . ص ص :97-99 (بتصرف) .
ملاحظة النص :
يلاحظ من الشكل الطباعي للنص أنه نثري يتكون من فقرات حوار تتبادله الشخصيات .
يتبين من العنوان وجود شخصيتين أو اكثر سيحدث لقاء يتميز بالغرابة إما بسبب الصدفة أو بسبب وقائع خارجة عن المؤلوف
 

العنوان:

جملة اسمية خبرية  لمبتدإ محذوف؛ جاء الخبر "لقاء" الدال على "التواصل"، محددا ومعينا أو موصوفا بنعت "الغرابة" التي تدل على العجب والدهشة ... وتوحي دلالة العنوان بحدوث لقاء غير عاد أو غريب/ أوغير متوقع بين شخصين دون سابق تخطيط، وربما غرابة اللقاء آتية من تباعد الأزمنة والأمكنة وانتماء الشخصيات ...

مسرحية  "امرؤ القيس في باريس" تتكون من مؤشرين دلاليين مهمين ؛ مؤشر يدل على شخصية تاريخية من الثقافية العربية وبالضبط شخصية شاعر جاهلي ؛ اشتهر بشعره العظيم كما اشتهر بسلوكه اللاهي الماجن ... الملك الضليل ، ولم يستطع الحفاظ على ملك أبيه ... 
أما المؤشر الثاني فهو يدل على مدينة أوربية ؛ مدينة الثقافة والحضارة الأوربية .(الجمع بين هذين المؤشرين أول ، ربما، أول مظاهر الغرابة ) في هذا النص.

الصورة :

نلاحظ في الصورة رجلين يتحاوران أمام باب فندق؛ حيث يبدو أحدهما بزي فارس عربي يتقلد سيفا، يوحي شكله بالجاه والعظمة ... والآخر يبدو بعباءة بسيطة توحي أنه رجل من عامة الناس؛  بسيط متواضع .

انطلاقا من المؤشرات أعلاه ، لا يمكن أن يكون "اللقاء" والتواصل بين الشخصين والحوار الذي سيجري بينهما ، إلا لقاءَ غريبا . ترى هل يستطيع الحوار، الذي وظيفته أساسا تقريب الآراء ووجهات النظر، تقريب المسافة بين الشخصين الذين يبدوان من طبقتين وزمنين مختلفين ؟

الفهم :
يدور الحوار بين امرئ القيس (الملك الضليل)، وبين أيوب المصري (الفلاح المقهور)، اللذين جمعتهما الصدفة ، ثم الصداقة لاحقا داخل فندق فرنسي متواضع ...، وكانت بداية تعارفهما، وانفتاح أسباب المودة بينهما ... ، لينتهي اللقاء باعتراف كل منهما للآخر بنبل أخلاقه وجميل صفاته.
تحليل النص :
الفكرة العامة:
الحدث لقاء امرئ القيس ، أيوب في فندق وضيع ينتهي بالتعارف والصداقة والثناء المتبادل.
  • الأحداث الفرعية :
  • استيقاظ امرئ القيس من النوم ليجد نفسه في فندق باريسي وضيع .
  • ظهور الخادم أيوب الذي دعا الأول لمشاركته الفطور ..
  • تعرف أحدهما على الآخر، والكشف عن هويتهما وأصولهما.
  • نشوء علاقة الصداقة  بين الطرفين رغم اختلاف طبقتيهما.
  • انصراف أيوب إلى عمله، بعد تبادل عبارات الثناء والمجاملة .
 الصراع الدرامي: 

يظهر في علاقة صراع بين زمنين وحضارتين وطبقتين ... بالإضافة إلى الشخصية الدرامية لامرئ القيس، يرتبط الصراع في هذا النص بالحدث، فرغم وجوده في ثنايا الانتماء الطبقي للشخصيات ، والزمن ؛ زمن الشخصيات وزمن الأحداث إلا أنه ينتهي بالصداقة والتقارب..

الشخوص :
امرؤ القيس : شاب عربي، وشاعر مشهور في ع. الجاهلي ،اشتهر ، حسب تاريخ الأدب الجاهلي والأسطورة المرتبطة بالشخصية ، بلهوه وكرمه. أما مظهره فيوحي بالثراء والجاه والقوة ، وقد جاء إلى باريز للدراسة  ...
أيوب : اسم نبي اشتهر بالصبر ، (في النص) هوشاب مصري أمي من البادية ... ، خادم في فندق ، متشبث بوطنه وأصوله ، محب لقول الشعر ..
الزمان والمكان : أحد الفنادق الباريسية المتواضعة ، في إحدى صباحات أحد الأيام..
المفارقة والغرابة هي في انتماء امرئ القيس للعصر الجاهلي ، ووجوده في باريس في القرن 20 دلالة على أن الفتى العربي لم تتغير سلوكاته ولا نمط حياته ، فهو لازال عابثا لاهيا ضائعا بين الماضي والحاضر .
الأسلوب : يتميز النص بهيمنة الحمل الاستجوابية التي تعتمد على توظيف الأفعال الكلامية : 
  • الاستفهام:اين بدأت؟وكيف انتهت؟
  •  الأمر:اسعفوني قبل ان .../اسمع يا ولد.
  •  النداء:يا خدم الفندق/يا ابن ادم...
  • النهي :لا اعرف القراءة والكتابة...
  • والنفي:لم تقل شيء...
التركيب:
النص عبارة عن حوار اقتطف من مسرحية امرئ القيس في باريس جمع بين شخصين مختلفين من حيث انتمائهما الطبقتين اجتماعيتين متباعدتين جمعتهما الصدفة في الفنادق يتبادلون اطراف الحديث مما خفف من حدة التوتر والصداع القائم بين الغني والفقير.