-->

بحث أكاديمي عن روسيا وميادين المعارك التي دارت بها والمواقع التذكارية للحرب العالمية الثانية

بحث أكاديمي عن روسيا وميادين المعارك التي دارت بها والمواقع التذكارية للحرب العالمية الثانية.. في الثاني والعشرين من يونيو عام 1941، هاجمت ألمانيا الفاشية المتحالفة مع إيطاليا واليابان الاتحاد السوفييتي بمائة وتسعين فرقة عسكرية (5.5 مليون جندي)، وأكثر من 3000 دبابة و5000 طائرة عسكرية. وقد أفضت الحرب العالمية الثانية، المعروفة باسم الحرب الوطنية العظمى في روسيا، إلى مقتلة عظيمة في صفوف الجنود الروس. 



في العديد من المدن الروسية مثل موسكو، يكاتيرينبيرج وغيرها، ثمة لهب شعلة أبدية لإحياء ذكرى من قضوا خلال الحرب. وكذلك، تم بناء عدد من النصب التذكارية لجنود روس حتى لا ينساهم أحد. هذا بحث أكاديمي عن روسيا وميادين المعارك التي دارت بها والمواقع التذكارية للحرب العالمية الثانية.

قبر الجندي المجهول في موسكو

يقع القبر في حديقة ألكسندر بالكرملين. وفي هذا الموقع، يوجد النصب التذكاري المتألف من شاهد الضريح المزين بشعارٍ برونزي، خوذة جندي وعليه أكاليل من الزهور. وتاريخ هذا النصب رائع جداً. ويتم إحياء ذكرى يوم النصر في الحرب الوطنية العظمى بطقوسٍ واحتفالات مبهرة فقط منذ عام 1965. ومنذ ذلك الحين حظيت موسكو وضعية المدينة البطلة وصار يوم التاسع من مايو عيداً وطنياً. 

في ديسمبر عام 1966، صارت موسكو مستعدة لإحياء الذكرى الخامسة والعشرين لهزيمة الجيش الألماني بالقرب من موسكو. وفي ذلك الوقت، جاء أول سكرتير للجنة الحزب الشيوعي في موسكو إن جي إيجوريتشيف، بفكرة إقامة نصب تذكاري تخليداً للجنود الذين حاربوا وفقدوا أرواحهم في معارك بالقرب من موسكو. لكنه أيقن أن هذا النصب التذكاري ينبغي ألا يكون محلياً فحسب وإنما يجب أن يكون له دلالة وأهمية وطنية وقومية. لقد أصبحت مقبرة الجندي المجهول نصباً تذكارياً كما هي عليه وواحدة من أشهر المواقع التذكارية في البلاد. ومن ثم يتوافد عليها الأطفال والشيوخ طوال العام وليس فقط في يوم الانتصار. لذلك، يأتي لزيارة شعلة النصب الخالدة المتزوجون حديثاً، وفود من دولٍ مختلفة والرموز الأساسية للحكومة الروسية ليضعوا أكاليل من الزهور ويظهروا احترامهم التام وتقديرهم المطلق للجنود المجهولين.

بحث أكاديمي عن روسيا وميادين المعارك التي دارت بها والمواقع التذكارية للحرب العالمية الثانية

نصب ميدان معركة كورسك التذكاري

بدأت المعركة في الخامس عشر من يوليو عام 1943 واستمرت حتى الثالث والعشرين من أغسطس 1943. وكانت واحدة من أهم المعارك في الحرب العالمية الثانية في حجمها، قواتها، توترها ونتائجها السياسية. ويتشكل النصب التذكاري لميدان معركة كروسك من طريق أخضر طويل بطول ستمائة متر، وتقع في القطاع الشمالي لطريق النصر (بروسبيكت بوبيدي) بين طريقين سريعين، وتمثال بطول ثلاثة طوابق للشهيد العظيم مارتير جورج المنتصر، قوس المنتصر، بجواره تمثال فارس للقديس الراعي، تمثال برونزي لجورجي زهوكوف وشاهد المقبرة الجرانيتي "للجندي المجهول في معركة كورسك" على المقبرة العامة. وقد تم بناء عذا النصب لإحياء الذكرى الخامسة والخمسين للانتصار في الحرب العالمية الثانية.

ويتمثل أول أثر يراه الزائرون عند دخولهم مبنى النصب التذكاري في دبابة تي 34 تمجيداً لرجال الدبابات الذين حاربوا خلال المعركة. بعدها يوجد عمود حجري يحمل نقوشاً تذكارية يرمز للخطوط الأمامية. وعلى طول حافتيه توجد بنادق مضادة للدبابات وهي التي ساعدت على وقف قوات دبابات العدو. وفي وسط النصب التذكاري، بين الضريحين المشهورين اللذين يرمزان للذكرى، تضيء شعلة النصب الخالدة.

 متعلقات شخصية

في قاعة القتال والمجد العسكري تعرض متعلقات شخصية للمشاركين في المعركة بالإضافة إلى بعض الأسلحة والذخائر. في الناحية الجنوبية من النصب التذكاري توجد منصة ساتر ترابي من أيام الحرب العالمية الثانية، وهو الذي يستخدم في إطلاق النيران من البنادق الآلية ويطلق عليه بالروسية "دزوت" أو "ديريفوزيمليانيا"، ما معناه نقطة ضرب النار المصنوعة من الخشب والتراب. وداخل المنصة بندقية 7 تقسيمية عيار 76 مللي من طراز زد آي اس -3، وقد لعبت دوراً مهماً في إنهاك قوة دبابات العدو. ويعد تمثال مارتير جورج العظيم المنتصر أحد أجمل مباني النصب التذكاري، وقد تم افتتاحه في الذكرى السنوية الخامسة والستين للانتصار في الحرب العالمية الثانية. وتكتب أسماء الجنود القتلى على جدران التمثال.

تل ماماييف في فولجوجراد (المعروفة رسمياً باسم ستالينجراد)

هذا هو المكان الذي دارت فيه معركة ستالينجراد في الفترة بين سبتمبر 1942 ويناير 1943. وهو من أشهر ميادين المعارك في الحرب العالمية الثانية. وقد استمرت معركة تل مامايف 135 يوماً من بين 200 يوماً هي مدة استمرار معركة ستالينجراد. تم حفر منعطفات وانحدارات التل بالقنابل والألغام، حتى أثناء أيام الجليد ظل التل أسوداً. كان الجليد ينصهر على الدوام، مختلطاً بالأتربة الصاعدة من القصف المدفعي. وعندما انتهت معركة ستالينجراد، تم دفن 34500 جندي هناك. ولا عجب من أنه في الربيع الأول بعد مرور المعركة، لم يتحول تل مامايف للون الأخضر لأن العشب لم ينمو في التربة المحترقة.

توجد في هذا المكان 200 درجة سلم جرانيتية، درجة لكل يوم من المائتين يوم لمعركة ستالينجراد، من ميدان سورو عند قاعدة التل إلى قمته، حيث يوجد هناك الأثر الأساسي للنصب – مازرلاند كولز (نداء الأرض الأم) – تمثال لامرأة تمسك سيفاً وتدعو للقتال في المعركة.